تُعد الفلسفة النسوية من المباحث الفلسفية التي تكشف عن الوجه التطبيقي للفلسفة، فلقد نشأت الفلسفة النسوية بفعل تنامي الوعي لدى المرأة بحقوقها في المجتمع كونها مواطنة من الدرجة الثانية،وعملت الفلسفة النسوية على إعادة قراءة التاريخ الفلسفي واستنطاقه لمعرفة أسباب غياب المرأة كفيلسوفة، فمن غير المعقول ألا تكون هناك نساء فلاسفة أبدا، وهذا ما استطاعت الفلسفة النسوية توضيحه فيما بعد، فقد اكتشفت الفلسفة النسوية أن النساء تم تهميشهن ومحوهن بعناية من التاريخ الفلسفي، فقدمت الفلسفة النسوية قراءات بديلة لمحاولة التغيير والتجديد في الوضع الفلسفي السائد، وأصبحت الفلسفة النسوية من الفروع الأكاديمية المعترف بها في كل بلدان العالم، بل وتنوعت الدراسات بداخلها وأثمرت العديد من الموضوعات المهمة.
سوف تحاول الورقة توضيح كيف أن الفلسفة النسوية انتقلت من النظر إلى العمل، وكيف تحولت من فلسفة للمرأة إلى فلسفة للإنسانية، وما التأثيرات الواقعية التي خلفتها، ومن ثم يمكننا أن نعد الفلسفة النسوية فلسفة تطبيقية بامتياز.